إعــداد: آلاء طعمة تقديم: زهراء فوزي الإخراج الإذاعي: فادية شوقي الضيفة: د. لاريسا صفا يُعدّ الإنترنت من أبرز أدوات الثورة العلمية والتكنولوجية، إذ احتكر الساحة العلمية والثقافية وأصبح جامعة فكرية مفتوحة في كل بيت، تجمع بين المعرفة والتأثير، كما أحدثت القنوات الفضائية والتلفزيونية انقلابًا في مجالي التربية والتعليم، وأسهمت في مكافحة الأمية والتخلف، لكنها في الوقت نفسه طرحت تحديات تربوية كبيرة أمام الأسر والمجتمعات، وهنا يبرز دور المؤسسات الثقافية والروحية في توجيه الوعي العام وترسيخ القيم الأصيلة، إلى جانب مسؤولية المثقفين في مواجهة الانحرافات الفكرية والإعلامية، كما يتحمل الآباء والأمهات دورًا محوريًا في تنشئة الأبناء على التمييز بين المفيد والضار، وتعزيز المناعة الفكرية لديهم، فالثقافة الحية هي التي توحّد المجتمع وتمنحه التماسك وتجعله قادرًا على التفاعل الإيجابي مع التطورات الحديثة دون أن يفقد هويته، وهي أيضًا الجسر الذي يربط بين مجتمع متحضر وحياة إنسانية راقية، إذ لا رقيّ حقيقي من دون ثقافة واعية وملتزمة. إن الفارق كبير بين من يعيش في بيئة ثقافية مستقرة تشجّع النمو النفسي والفكري، ومن يعيش في بيئة مضطربة تزرع القلق والتشتت في الشخصية، فالثقافة الواعية تظلّ الركيزة الأساسية لبناء الإنسان والمجتمع.