إعداد: فاطمة نجاح تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي هذه الحلقة من برنامج تصفية روحية تكشف نعومة تسلّل التعلّق بالدنيا إلى القلب حين تتحوّل الوسيلة إلى غاية، والنعمة إلى محور انشغال يرهق الروح بدل أن ينعشها، فالنفس إذا لم تُراقَب تغرق في جمع المال والمكانة والمقتنيات والعلاقات ظنًا أن الامتلاء الخارجي يطفئ الفراغ الداخلي، بينما الحقيقة أن القلوب لا يسكّنها إلا تعلقٌ بمن لا يزول، ومن هنا تأتي رحلة التصفية التي تمرّ عبر الزهد الواعي الذي لا يعني ترك الدنيا بل التحرر من أسرها، والميزان الذي يجعل المال في اليد لا في القلب، وتذكّر الرحيل الذي يضع كل متاع في حجمه الحقيقي، فنستمتع بالنعم دون أن ننسى أنها وديعة، ونأخذ من الدنيا بقدر من دون أن نُسلم لها قياد قلوبنا، فالراحة ليست في كثرة ما نملك بل في خفة التعلّق، ومن نجا من فخ الامتلاك المرهق عاش حرًا، مطمئنًا، شاكرًا، لا يفرحه ما جاء فرح غفلة، ولا يحزنه ما فات حزن انقطاع، بل يمضي بنورٍ يذكّره أن كل لذة ناقصة إلا القرب من الله تعالى، وكل شيء يفنى إلا وجهه سبحانه.