إعداد: هند الفتلاوي تقديم: سارة الإبراهيمي المونتاج الإذاعي: سارة الإبراهيمي في هذه الحلقة نتحدث عن سيرة رجلٍ خرج من المدينة التي نزل فيها الوحي وصدحت فيها كلمات السماء، جابر بن عبد الله الأنصاري، ذاك الصحابي الذي كان شاهدًا على النبوّة وركنًا من أركان الولاية، شيخٌ تجاوز المئة وما برد في قلبه وهجُ الإمام الحسين (عليه السلام)، سافر على الرغم من الشيخوخة والبصر الذي انطفأ ليؤدي أول زيارة عرفها التاريخ لضريح سيد الشهداء (عليه السلام) يوم الأربعين، وهو الذي شهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه ورافق النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة وحروبه ولم يُساوم في نصرة الحق، وأثنى الأئمة (عليهم السلام) على بصيرته الثاقبة وثباته يوم تفرقت السبل فكان من القلّة الذين لم يبدّلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد عاش طويلًا فعدّ من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام السجاد والإمام الباقر (عليهم السلام) وبلغ الإمام الباقر (عليه السلام) سلام النبي (صلى الله عليه وآله)، كما شهد صفّين مع الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، والروايات الواردة عنه في فضل الإمام علي (عليه السلام) وتفسير القرآن ومناظراته تشهد على صلابة إيمانه ونقاء عقيدته، وهو الذي كان يجوب سكك الأنصار قائلاً: “عليّ خير البشر فمن أبى فقد كفر… أدّبوا أولادكم على حبّ علي”..