إعداد وتقديم: فاطمة نجاح المونتاج الإذاعي: خديجة الموسوي حلقتنا الثالثة من لآلئ الحكم تحمل عنوان "لؤلؤة الشكر.. فنّ الامتنان وسط النعم والابتلاءات"، وتستعرض كيف يتحوّل الشكر من كلمةٍ تُقال إلى فلسفةٍ تُعاش، وكيف يصبح الامتنان بصيرةً ترى ما وراء النعمة وقوةً تثبّت القلب في أوقات الشدة، فالإنسان الشاكر يدرك أنّ الصحة قبل فقدانها نعمة، وأن وجود الأحبة قبل غيابهم كنز، وأن الأيام الاعتيادية التي نعدّها مملة قد تكون عند غيرنا أمنية، والشكر الحقيقي لا يظهر في وفرة العطاء فحسب بل يتجلّى في عمق المِحنة حين يقول القلب بثبات: "الحمد لله في كل حال"، ومن يشكر في البلاء كما يشكر في النعمة فقد لمس سرّ الارتقاء الروحي، فالامتنان يغيّر الإنسان أمام الأحداث ويمنحه القدرة على الصبر والطمأنينة حتى عندما تتنكر الهبات في ثوب الابتلاء، وهو يقظة القلب أمام النعم الصغيرة التي نمرّ عليها مرور الغافلين من هواءٍ نتنفسه، ونومٍ هادئ، وخطواتٍ نمشيها بأمان، ومن شكر القليل رآه كثيرًا، ومن جحد الكثير عاش فقيرًا مهما امتلك، فالشكر يزيد النعم ويملأ الروح نورًا وخفة، ويجعل الإنسان ينظر لما يملك لا لما ينقصه، لذلك تبقى لؤلؤة الشكر هديةً تُمنح للقلب الواسع الذي يحمد الله في الفرح والضيق، في العطاء والمنع، في النعمة والمحنة، لتكون حياته أعمق وأجمل وأسخى مهما تبدّلت الظروف.