إعداد: سارة عامر تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رسل باسم نتوقف اليوم عند قيمةٍ روحيةٍ سامية تتجدد أهميتها كلما اتسعت ساحات التقنية، وهي التدين الواعي في عصر التكنولوجيا، حيث أصبح الحفاظ على صفاء العلاقة مع الله تحديًا لا يقل شأنًا عن أي عبادةٍ كبرى. ويبقى الإيمان الحقيقي هو تلك البوصلة التي لا تنحرف مهما اشتد ضجيج الحياة الحديثة، إن التدين اليوم ليس انعزالًا عن العالم الرقمي بل وعيٌ يحكم استخدامه، وتحويل الشاشات من منافذ تشتيت إلى جسور قرب من الله، فحين نستثمر التقنية في الخير تتحول الإشعارات إلى تذكيرٍ بالذكر، والتطبيقات إلى مدارس إيمان، والوقت الذي قد يضيع في متاهات لا طائل منها إلى زادٍ روحي يعمّق علاقتنا بربنا، ولذا لا نرفض التكنولوجيا ولا نتهاون معها، بل نروضها لتخدم أرواحنا قبل رغباتنا، وندرب أنفسنا على أن نكون أسيادًا على هواتفنا لا أسرى لسطوعها، فالتدين ليس لحظة خشوع عابرة ولا مقطعًا قصيرًا يزيد الحماس ثم يخبو، بل هو حضور مستمر في القلب، ومراقبة لله في السر والعلن، وإن أرواحنا في هذا العصر أحوج ما تكون إلى نور الإيمان ليحفظها من التشتت، ويمنحها ثباتًا وسط موجات الشك والصخب، فلتكن التقنية وسيلةً نرقى بها إلى الله لا منفذًا يغيبنا عنه، ولنجعل من وعينا وعدًا روحيًا لا ينقطع، نعيش به التدين بصدق، ونحمل به نور الهداية في عالمٍ يمضي سريعًا لكنه لا ينسى من ثبت قلبه على الطاعة.