تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: الحفاظ على الهوية الإسلامية في مواجهة الشكوك

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سارة عامر تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رسل باسم نلتقي في هذه الحلقة الختامية لنقف عند قيمةٍ جوهرية تحفظ الروح وتثبت الخطى، وهي الحفاظ على الهوية الإسلامية في مواجهة الشكوك والضغوط الفكرية والمجتمعية، ففي عالمٍ يزدحم بمنصاتٍ تُغري وتُشكك وتخلط بين الحرية والضياع، يصبحُ التمسك بالإيمان موقفًا واعيًا لا مجرد عادة موروثة. إن الشكوك التي تعصف ببعض القلوب قد تكون بابًا للبحث الأعمق عن الحقيقة، غير أنّ خطورتها تكمن حين تتحول إلى حالة عبث أو تيه بلا بوصلة، وهنا تظهر الحاجة لإيمانٍ يُبنى عن فهم لا عن تقليد، ولعقلٍ يسأل بصدق فيجد طريقه إلى نور اليقين، إن الهوية الإسلامية اليوم ليست شعارات وملامح ظاهرية، بل وعيٌ يحرس القلب من الذوبان في موجات الاستهزاء بالقيم، وضغوط السخرية من الالتزام، وفتنة المقارنة بثقافات تُجمِّل الإلحاد وتزخرف الشك، فالمؤمن الحق لا يهرب من الأسئلة بل يختار لها منابع نقية، ويطلب العلم من أهله، ويجعل علاقته مع الله سندًا لا يتزعزع مهما اشتدت الرياح، ولأن الإيمان لا يترسخ إلا بالمجاهدة، فإن الثبات اليوم أكثر جمالًا وعمقًا حين ينبع من بصيرة ووعي ومحبة لله، فالعقيدة التي تُصان في زمن الاضطراب تكون أصلب وأصدق، وما دام الحب لله هو الدافع، والثقة بوعده هي الزاد، فلن تضلّ القلوب التي تلجأ إليه في لحظات الحيرة قبل الطمأنينة، فاثبتن على قيمكن، وازددن يقينًا بأن الدين ليس عبئًا على الحياة بل روحها، وليس قيدًا على العقل بل نورًا يهديه، ومع نهاية هذه السلسلة نردد يقينًا لا شعارًا: قد تُظلم الطرق من حولنا، لكن الإيمان الصادق لا ينطفئ، ومن صدق مع الله ثبت، ومن لجأ إليه لم يُخذَل.